
صياغة مذكرات التعويض في المحاكم السعودية: تحليل معمق للمسؤولية عن الفعل الضار (المادة 120)
تُمثل قضايا التعويض الناشئة عن الفعل الضار تحدياً خاصاً في المحاكم السعودية، حيث يتطلب الأمر ليس فقط إثبات وقوع الضرر، بل تكييف الوقائع بدقة مع النصوص النظامية الحديثة. إن المذكرة القانونية المتقنة هي جسر العبور الوحيد لإثبات حق الموكل في الحصول على التعويض الذي يجب أن يجبر الضرر كاملاً، وفقاً لمبادئ النظام الجديد.
هذا التحليل الموجّه لمكاتب المحاماة والشركات في المملكة العربية السعودية يركز على صياغة المذكرات في ضوء القاعدة الأساسية للمسؤولية التقصيرية: المادة (120) من نظام المعاملات المدنية.
تحليل المادة (120): القاعدة الذهبية للمسؤولية التقصيرية
نصت المادة العشرون بعد المائة من نظام المعاملات المدنية على:
“كل خطأٍ سبب ضررًا للغير يُلزم من ارتكبه بالتعويض.”
تُعد هذه المادة هي الأساس الذي تقوم عليه كل دعاوى التعويض غير العقدية في النظام السعودي. فهي تضع إطاراً واضحاً للإلزام بالتعويض، مشروطة بتحقق الأركان الثلاثة للمسؤولية التقصيرية: الخطأ، والضرر، وعلاقة السببية.
أركان المسؤولية الثلاثة في النظام السعودي
لصياغة مذكرة قانونية ناجحة، يجب تفكيك المادة (120) وتحويلها إلى متطلبات إثبات واضحة:
الركن الأول: الخطأ (الفعل الضار)
الخطأ هو إخلال بالتزام قانوني أو واجب عام بالحيطة والحذر، يؤدي إلى إحداث الضرر. في مذكرة المطالبة بالتعويض، لا يكفي القول بأن المدعى عليه ارتكب خطأ، بل يجب تحديد ماهية هذا الخطأ وكيف خالف التزامه. سواء كان الخطأ إيجابياً (فعل قام به) أو سلبياً (امتناع عن فعل واجب)، فإن مهمتنا هي صياغته بشكل نظامي لا لبس فيه.
الركن الثاني: الضرر (المادي والمعنوي)
يجب أن يكون الضرر محققاً وواقعاً. النظام المدني السعودي كان واضحاً في المادة (137) حيث شمل التعويض ما لحق المتضرر من خسارة وما فاته من كسب. الأهم، أن النظام أقر صراحة بحق التعويض عن الضرر المعنوي، وهو ما يتطلب في المذكرة إرفاق أدلة تؤكد الأذى النفسي أو الحسي الذي لحق بالمتضرر.
الركن الثالث: العلاقة السببية (الرابطة المباشرة)
هذا هو الركن الفاصل في العديد من القضايا. المادة (121) من النظام سهلت الإثبات في حالة المباشرة، حيث اعتبرت الضرر ناشئاً بسبب الفعل ما لم يقم الدليل على خلاف ذلك. لكن في حالات التسبب غير المباشر، يجب على المذكرة أن تثبت بوضوح أن الخطأ هو النتيجة الطبيعية والسبب الرئيسي لوقوع الضرر، بحيث لا يمكن تفادي الضرر ببذل الجهد المعقول.
دور صياغة المذكرات الاحترافية في إثبات المسؤولية
إن نظام المعاملات المدنية الجديد رفع سقف الدقة المطلوبة في صياغة الدعاوى. لم يعد التعبير العام عن الظلم كافياً، بل يجب الاستناد إلى مواد محددة.
منهجية إثبات “الخطأ” و”الضرر” في مذكرة المطالبة
تعتمد خدمتنا في كتابة المذكرات على منهجية تضمن تطبيقاً دقيقاً للمادة (120) في مذكراتك:
-
التكييف القانوني الصحيح: نبدأ بتكييف الواقعة تحت مظلة المسؤولية التقصيرية وننأى بها عن أي شبهة للمسؤولية العقدية، مع الاستناد المباشر إلى نصوص الفصل الثالث من النظام المدني.
-
بناء ركن الخطأ: نركز على استعراض الفعل الضار، ونقرنه بنص نظامي أو واجب قانوني تم الإخلال به، مما يُثبت الخطأ بشكل لا يقبل الدحض.
-
تحديد نطاق التعويض: نُصيغ المذكرة لتُطالب بالتعويض الكامل (المادة 136)، مع تحديد دقيق للخسائر المادية المباشرة، والأرباح الفائتة، والتعويض المستحق عن الأضرار المعنوية.
ضمان السرية ومنهجية المراجعة لشركائنا
إن العمل في صياغة المذكرات القانونية يتجاوز الدقة اللغوية والنظامية؛ إنه يقوم على شراكة قائمة على الثقة المطلقة. في بيئة الأعمال والقضاء السعودي، تُعد سرية المعلومات القانونية والبيانات الحساسة لشركائنا من مكاتب المحاماة والشركات مسؤولية نظامية وأخلاقية لا تقبل المساومة. منهجيتنا برمتها مُصممة لضمان حماية معلوماتكم من لحظة تواصلكم الأولى وحتى تسليم المذكرة النهائية.
أهمية عقود عدم الإفصاح (NDA) في السعودية
السرية لدينا ليست مجرد التزام أدبي، بل هي تعهد نظامي موثق. ندرك أن استراتيجية الدعوى، الأدلة المُقدمة، وتفاصيل الأطراف، هي معلومات ذات قيمة قصوى. لذلك، نبادر إلى إبرام عقود عدم الإفصاح (NDA) رسمية قبل البدء في أي عمل، والتي يتم تكييفها لتكون متوافقة مع أحكام النظام السعودي الخاص بحماية البيانات والمعلومات. هذا الإجراء يوفر لعملائنا غطاءً قانونياً إضافياً يضمن لهم:
-
الحماية النظامية: أن أي إفصاح غير مصرح به يُعرض الطرف المُفصِح للمساءلة القانونية أمام القضاء السعودي.
-
طمأنة العميل: إثبات التزامنا المطلق بعدم استخدام المعلومات الحساسة لأي غرض آخر غير القضية المحددة.
بروتوكولات أمن البيانات القانونية
في عصر التحول الرقمي، لا يكفي التعهد الشفهي بالسرية، بل يجب دعمه بإجراءات تقنية صارمة. نحن نُطبق بروتوكولات أمن بيانات متقدمة مصممة خصيصاً لحماية الملفات القانونية شديدة الحساسية:
-
التشفير والأمان: يتم تخزين جميع المستندات والمراسلات المتعلقة بقضيتكم على خوادم مشفرة ومؤمنة وغير متصلة بمنصات التخزين السحابي العامة، مما يُقلل بشكل كبير من مخاطر الاختراق الإلكتروني.
-
الوصول المقيد (Need-to-Know): يتم تقييد الوصول إلى ملفات القضايا الحساسة ضمن الفريق الأساسي المسؤول عن الصياغة والمراجعة فقط، وفقاً لمبدأ “الحاجة إلى المعرفة”.
-
الحذف الآمن: بعد الانتهاء من العمل وتسليم المذكرة، نضمن تطبيق إجراءات الحذف الآمن والنهائي للملفات من أنظمتنا الداخلية بعد فترة زمنية متفق عليها، مع الحفاظ على نسخة مؤرشفة مؤمنة حسب المتطلبات النظامية، مما يُعزز التزامنا بحماية بياناتكم على المدى الطويل
شريكك المتخصص في التعويض المدني السعودي
لقد أصبح النجاح في قضايا التعويض مرتبطاً بالقدرة على التكييف الدقيق للوقائع وفقاً لنظام المعاملات المدنية السعودي الجديد. لا يمكنك المجازفة في قضاياك الحرجة بمذكرات لا تستند إلى تحليل متعمق للمادة (120) وأركان المسؤولية التقصيرية.
إذا كنت تحتاج إلى مذكرة قانونية احترافية مبنية على أحدث الأسانيد التشريعية لضمان جبر الضرر كاملاً لموكلتك، تواصل معنا الآن مباشرة عبر أيقونة التواصل الموجودة على موقعنا. ابدأ في تأكيد حقوقك بأقوى حجة نظامية ممكنة.
كل ما تحتاج معرفته عن نظام المنافسات والمشتريات الحكومية في السعودية – شرح مبسط
5 فوائد لنظام المشتريات والمنافسات السعودي الجديد